کد مطلب:167936 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:191

الاضطرار و القرار الاستثنائی
إذا كان اعتقال هانی (رض) فی حسابات ابن زیاد یعتبر الخطوة الناجحة الثانیة بعد نجاح خطوته الاولی فی اختراق الحركة الثوریة من داخلها علی طریق سعیه لانهاء الازمة الكوفیة یومذاك، فإنّ اعتقال هانی (رض) فی حسابات مسلم بن عقیل علیه السلام كان قد مثّل منعطفاً حرجاً خطیراً اضطرّه إلی الخروج عن خطّ السیر المرسوم فی الاصل، وألجاءه إلی قرار استثنائی من أجل


معالجة الوضع الطاریء الجدید الذی فرضه ابن زیاد علی الحركة باعتقاله هانیاً (رض)، إذ لم یعد أمام مسلم علیه السلام عندها إلاّ أحد اختیارین:

الاوّل: هو البقاء علی أصل خطّ السیر المرسوم فی مواصلة التعبئة والاعداد والتحضیر، لكنّ هذه المواصلة لم تعد ممكنة بعد اعتقال هانی (رض) وذلك: لانّ هانی بن عروة (رض) هو أقوی وأمنع شخصیة كوفیة من الناحیة القبلیة فضلاً عن وجاهته الاجتماعیة والدینیة وموقعه البارز فی حركة الثورة فإذا تمكّن ابن زیاد من اعتقاله ولم یواجه بانتفاضة كبری جادة مستمیتة من قبیلته خاصة ومن حركة الثورة عامة، فإنّ الكوفة بعدها لن تنتفض لانقاذ أیّ رجل آخر من قبضة ابن زیاد، وعندها فما هی فائدة مواصلة التعبئة والاعداد والتحضیر!؟ ثمّ إنّ ابن زیاد بعدها سیعتقل من یشاء من أشراف ووجهاء الكوفة بلاأدنی محذور، ومعنی هذا أنّ مسلماًعلیه السلام لم یعد آمناً فی الكوفة، ولاشك أنّه الرجل الثانی الذی سیُعتقل مباشرة بعد هانی (رض) الذی كان أقوی وأمنع حصن یمكن أن یحمیه.

الثانی: هو التخلّی عن مواصلة الاعداد والتحضیر، والتحرك قبل استكمال شرائط التحرك تحت قهر الضرورة والاضطرار لمواجهة حاسمة مع السلطة الامویة المحلّیة فی الكوفة، وهو الاختیار الوحید الذی لابُدّ من النهوض ‍ للقیام به فوراً.